ايها الاباء ارحموا ابنائكم

لا يكاد المرء يمشي في السوق أو يذهب إلى حديقة عامة أو اي مكان آخر يعج بالناس والاطفال إلا ونرى ما يذيب القلب من محبة الآباء الجاهلة لأبنائهم ، ويؤسفني أن أقول الجاهلة لأن الأب أو الأم إذا أرادا إظهار حبهما لفلذة كبدهما أكرماه بكيس من الشبس أو حبة مصاص أو غيرها من الحلويات الملونة والمدمرة لصحة الأبناء ، وإن أرعج الطفل أمه تسكته بهذا الكيس البغيض و أراد أحدهم مكافأة ابنه كافأه بتلك السموم فلا تكاد ترى طفلا في مكان عام إلا ويحمل شيئا من هذه السموم وهو فرح مسرور بل إنه بات يعتبر هذه الأشياء حقا مكتسبا له يجب على والديه أن يوفرا له هذا الحق ,والله إنه لشيء يندى له الجبين
هذا جانب من المآسي التي نسببها لأبنائنا . جانب آخر هو التلفاز وما أدراك ما التلفاز لا أدري ماذا أسميه أهو جهاز الغباء أم جهاز التبلد أم ... فكم نرى أطفالا تركهم أهلهم مسمرين أمام التلفاز بلا حسيب ولا رقيب وكم نرى اطفالا دمرت براءتهم فلم يعودوا أطفالا .والأنكى من ذلك من يتركون أطفالهم أمام مسلسلات عابثة نخجل نحن الكبار من النظر إليها فأين هي مسؤوليتكم أيها الأباء.
من الجوانب المأساوية المؤلمة التي نشاهدها في الأباء أنهم يعتبرون التربية هي أن أوفر لأبنائي أفضل الطعام وأفضل لباس وأن أغرقهم في التعيم دون التفكير أن الطفل هو جسد وروح وغذاء الروح أوجب من غذاء الجسد فلا يكاد يرى الطفل أباه خمس دقائق في اليوم والحجة الواهية أنا أعمل هذا من أجلهم ولمصلحتهم فأين هي المصلحة في ترك الأبناء والابتعاد عنهم وعدم توجيههم وأين المصلحة حين يجد الأب ابنه وقد حاد عن الطريق هل ستنفعه وقتها كل أموال الدنيا ؟ والإعجب من ذلك حين تكون الغفلة من الأب والأم معا حين يتخلى الوالدان عن سقاية هذه النبتة الطيبة ورعايتها وتركها بين يدي أناس لا نعرف ماذا يعلمونهم أو يلقنونهم أو يفعلون بهم
أناشدكم أيها الأباء والأمهات أن ترحموا أبناءكم وأن تتذكرو ا قول الحبيب المصطفى كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته

» اساليب يخاطب بها الاباء والمربون