تاليف –الستاذ محمد نور الفرادى استاذ و مربى مقيم فى القلعة الكبرى بسوسة الجمهورية التونسية ٩٠٠٢ المقدمة- الواقع التربوى الملحظ لكل متتبع للواقع التربوى فى البلد العربية و السلمية انها تشهد عملية تطوير و تحديث للمناهج و للبرامج التعليمية لمواكبة التطورات البيداغوجية المعتمدة فى البلدان الوروبية خاصة... مثل العتماد على بيداغوجيا الدماج و التدريس بالكفايات واعتماد التدريس بالوضعيات و قد تم تبنى عدة نظريات تربوية حديثة كالبنائية او السلوكية بعدما ثبت نجاحها فى البلدان الممارسة لها منذ سنوات عديدة و تبين نجاحها من خلل تمكينها المتعلم من اكتساب مهارات اساسية كالمبادرة الذاتية و القدرة على البداع و تمكين المتعلم من انجاز مشروعه اثناء الدراسة لتعويده التعويل على الذات عند مغادرته مقاعد الدراسة فل يبقى عاطل لنه سيعمل على بعث مشروعه الخاص و سيشغل معه عددا آخر من الفراد و النجاح الملحظ فى البلدان الروبية و الغربية عموما هو انها ل تستهين بقدرات الطفل على البتكار و البداع منذ سن الطفولة بل ان التعليم يساعد بقسط كبير فى تنمية هذه القدرات الفردية من خلل العتماد على حل المشكلت فى الدراسة و تمكين الطفل من العتماد على نفسه فى حلها دون اسقاط الحلول جاهزة او املئها عليه دون ان يكتشفها بنفسه و قد ادركت الدول المتقدمة ان تواصل تقدمها رهين بتربية جيدة لجيالها القادمة و ادراكها ان الطفل يحتاج الى امتلك الثقة فى النفس و الستقللية فى التفكير و العمل حتى يتمكن من حل مشاكل واقعه بكل كفاءة و اقتدار لنه يمتلك القدرات الذهنية الزمة لذلك و يبقى دور المربى فى المدرسة او البيت ان ان يمكنه من اكتشاف قدراته بنفسه بالممارس و اكتساب التجارب مما يتعلمه فى القسم او البيت ان الواقع الذى سيعيشه الطفل لن يكون مشابها للواقع الذى يدرسه اليوم فى القسم لن الواقع يتطور بسرعة اكبر مما نتصور لذلك ادرك خبراء التربية ان اهم وظائف المدرسة و المربين عموما هو تمكين الطفل من الدوات الزمة للتعامل مع المحيط للتاثير فيه و تطويره وهذه الدوات او السلحة الزمة للمواجهة انما هى
من اهم حاجيات الطفل كامتلك قوة الرادة و الثقة فى النفس و المثابرة على العمل و العتماد على الذات و حب المعرفة و الترب المتواصل على حل قضايا الواقع و الشعور بان لكل فرد دوره الساسى فى المجتمع وكل هذه الحاجيات كامنة ومتصلة فى ذات كل فرد و لكنها تتطلب تربية طويلة وصعبة لبرازها لكى تصبح سلوكا راسخا لدى الطفل يمارسه بتلقائية و اقتناع و يتغلب على عوامل الكسل و التكال و التهاون و الستكانة للواقع او العجز عن حل قضاياه ...ان دور المربى يشبه الساعة المنبهة بان الوقت قد حان للستيقاظ و الذهاب الى العمل و لم يبقى للمتعلم سوى القبال على العمل و المبادرةو المثابرة بل كلل لنه يدرك ان توفر هذه الشروط سيحقق له كل ما يرغب فيه مهما كان صعب المنال المحور الول- اسس التربية الجيدة - التربية فى المدرسة والبيت الباب الول يرمى اعداد هذه البحوث لكسب التحديات القادمة فى المجال التكنولوجى و العلمى وهى بحوث مستمدة من مراجع مختصة و تجارب عملية... وهى بحوث موجهة الى العاملين فى القطاع التربوى من اولياء او مدرسين او مؤطرين... لضمان تطور التعليم و تجديد مناهجه حتى ل نفقد التحكم فى المقود و للتفوق على البلدان المتقدمة... خاصة و اننا اصحاب حضارة تاسست على العلم و المعرفة و لعل اول آية قرآنية اكبر دليل على ذلك وهى \"اقرا\" و قال ال تعالى فى محكم تنزيله ان ال يرفع الذين آمنوا و الذين اوتوا العلم درجات ان المناهج المعتمدة فى البلدان المتقدمة و المستمدة من بيداغوجيا الكفايات و التدريس بالوضعيات و بيداغوجيا المشروع كلها نظريات متطورة ثبت نجاحها فى البلدان الروبية و تسعى البلدان العربية الى اخذها و انجازها على مراحل من خلل تغيير البرامج تدريجيا او تكوين المدرسين على اعتماد هذه الطرق الجديدة باشراف الطار البيداغوجى و المتفقدين و تكثيف عددهم لتمكينهم من الحرص على متابعة تطبيق هذه المناهج الجديدة بكل دقة و نجاعة و لكن الجدير بالملحظة ان هذه التجارب البيداغوجية المعتمدة انما ظهرت منذ زمن اى حوالى ستينات القرن العشرين و قد تطورت المجتمعات و تبين ان هذه النظريات رغم انها آخر ما توصل اليه الخبراء فى علوم التربية و البيداغوجيا لم تعد مسايرة للتطور السريع الذى يشهده العصر الحديث و لم تستطع هذه النظريات التربوية وضع حد لعدة ازمات اقتصادية و مالية و لم تقدم الحلول لظواهر اجتماعية سلبية متفاقمة كالعنف فى الملعب الرياضية او ارتفاع نسبة الجرائم بكل انواعها فى المجتمعات المتقدمة كالمخدرات او الغتصاب او التهرب من الضرائب و العتماد على الستهلك اكثر من النتاج حتى اصبحت ...توصف بانها مجتمعات استهلكية
ان التربية هى اساس كل اصلح اجتماعى او اقتصادى و كل خلل فى المجتمع انما يعود اساسا الى الفراد و بما ان التربية موجهة الى الفرد فان فشلها فى حسن توجيه الفراد يؤكد انها لم تعد صالحة لتطور المجتمع و ينبغى تطويرها بمناهج اكثر حداثة و نجاعة لتنعكس ايجابا على الفراد و بالتالى على المجتمع باسره ...ان المناهج التربوية المقتبسة من الدول المتقدمة تتطلب مراجعةو تحديثا... و هذا البحث يدرس اسس الفكر التربوى من كل جوانبه عند علماء التربية فى الغرب ثم يقدم نقدا لها مع اقتراح البدائل الممكنة ...لضمان نجاعة العمل التربوى اجتماعيا و اقتصاديا و ثقافيا ١- الدور الساسى للمدرسة يميل الطفل منذ الولدة الى اللعب و المرح يجد الطفل فى اللعب حرية... وهو اثناء اللعب انما يفكر و يجتهد لن منهج اللعب و النشا ط لذلك علينا ان نفسح المجال للطفل لبراز مواهبه و قدراته البداعية و ان يمكنه من التفاعل مع المحيط و التاثير فيه و قد اثبت العلماء ان التعليم الجيد يكتسب بالممارسة و الختبارات العملية و اكد الباحث المريكى \"جون ديوى \"فى هذا المجال ان افضل اساليب التعليم يكون بالتجربة لنه ليس المهم ما يقدمه المعلم من معارف جديدة بل الهم هو الصغاء للطفل و تمكينه من اختبار معارفه و التوصل الى المعرفة بمفرده حتى يمتلها عبر الممارسة الفعلية ان الرسول العظم محمد )ص( علمنا هذا منذ آلف السنين حين قال \"علموا الطفال و هم يلعبون \" و لما سئلت السيدة عائشة عن خلق الرسول )ص( قالت كان خلقه القرآن مما يثبت ان الرسول كان يربى اصحابه و قومه بالممارسة اول حتى ان عمر بن الخطاب لما سئل عن حفظه للقرآن قال انه بقى عشر سنوات لحفظ سورة البقرة لته ل يحفظ آية ال بعد ان يطبقها ان الطفل لم يات للمدرسة مجردا من كل شىء و انما له عدة مهارات اكتسبها من الممارسة كالكل او الكلم او المشى بمساعدة المحيط العائلى و بالمثابرة و تكرار المحاولة و تحدى الفشل فل بد من استثمار هذه المهارات و الملكات المكتسبة لمساعدة الطفل على تنمية شخصيته لتكون اكثر كفاءة و مهارة فى فهم الواقع و حل مشكلته ان التربية انما ترمى الى تحقيق ما يصبو اليه الطفل من رغبات و حاجيات اساسية و تعديلها لتتلءم مع حاجيات المجتمع كالحاجة الى التعاون مع الخرين او ضرورة العمل وبذل الجهد لتحقيق ما يريده و المثابرة على الجتهاد لتحدى المصاعب و تحليل الظواهر و فهم الحقائق و التحكم فى القدرات الذهنية لبناء مواقف متوازنة و متلئمة مع تطور المجتمع ان الواقع المفترض فى الدروس المقدمة يمكن الطفل من التوصل مع محيطه الجتماعى عبر التدرب على حل المشكلت المعقدة لن الواقع اكثر تعقيدا مما يكسبه القدرة على كسب التحديات و امتلك قوة الرادة و )الثقة بالنفس و امتلك اسباب النجاح )*١ ٢- التربية على البداع
تسعى التربية لصنع الفكر البداعى لنها اصبحت تعتمد على وسائل و تقنيات و نظريات بيداغوجية متطورة ترمى الى اعداد جيل من المبدعين قادرين على صناعة البداع عبر اكتساب مهارات و خبرات تمكنهم من بناء اقتصاد الخبرة وهو اقتصاد المستقبل الذى سيحل محل اقتصاد المعلومات ان رغبة الطفل فى التعلم الذاتى و كسب المعارف تبدو للملحظ منذ الولدة من خلل بحث المولود عن امه و الرضاعة من ثديها ثم تتطور هذه الحاجة من خلل طرح السئلة المتكررة على كل من يحيط به ان حب المعرفة يحتاج الى تربية طويلة المد لتنميتها و لتكون عامل على بلوغ البداع ليصبح الطفل مغرما بالعلم و مؤسسا لنظريات جديدة و يمتلك القدرة على البحث و النقد و التحليل ان اهم شروط البداع تحقيق الستقللية فى التفكير و العمل و افضل خدمة تقدمها المدرسة لفرادها هى التمرس بالعمل حتى يصبح عادة متجذرة فى سلوك الطفل و ان يوظف عمله البداعى لصالح المجتمع و النسانية قاطبة لن الدول تحتاج الى المبدعين لحل مشاكلها و ازماتها لذلك يعتبر تكوين المبدعين و المتميزين ضرورة حتمية لكل مجتمع ان الوسائل البرامج و التقنيات الموظفة فى التعليم تهدف كلها الى تكوين الفرد المبدع لنه اولوية لمواجهة تحديات العصر الجديد فالمدرسة تعلم الفرد العتماد على الذات و تمده بالوسائل المساعدة على العمل و الحرص على النجاح و التفوق بطرق مرنة فى التدريس و الحث على المبادرة و تنمية حب المعرفة دون الشعور بالغرور و غرس حب العمل بصفته قيمة انسانية يكافؤ عليها الفراد )المبدعون اكثر من غيرهم )*٢ *٣- البيداغوجيا ان البيداغوجيا هى كل تفكير منظم فى تربية الطفل و تهتم بالغايات التى تسعى الى تحقيقها و الوسائل التى يجب توظيفها لبلوغ هذه الغايات و تهتم بنوعية المعارف التى ينبغى نقلها و تنظيم طرق ووضعيات التعلم اما الكفايات فهى كيفية معالجة موضوع معين. و تهدف البيداغوجيا الى تحقيق الكفايات المستوجبة و تعمل على تحقيقها بالعتماد على مقاربة اجتماعية تدرس المحتوى المعرفى و تعد التصورات و ...المناهج الواجب اتباعها لبلوغ هذه الهداف كالتحليل او التواصل او الستكشاف وتعمل البيداغوجيا كذلك على نقل المفاهيم و المهارات المرتبطة بالكفايات ضمن نسق معرفى و فى اطار وضعيات و و فق مخطط اجرائى من اجل التوصل الى وضع مهمة مشكل و حلها باداء ملئم ...وتهدف المعارف و المواقف و الكفايات و المهارات كلها الى تعبئة مجهود المتعلم ليقبل على التعلم الذاتى بطرق مستنبطة قصد امتلك القدرة على حل الوضعيات المستنبطة و الملئمة لحاجياته وهى
التواصل مع الواقع المعاش ليكون الطفل مهيئا لما ينتظره فى المجتمع من اعغمال و تحديات تتطلب )التمكن من المهارات و الخبرات المساهمة فى خدمة المجتمع )*٣ ٤- التربية الحديثة افضل من التربية التقليدية كانت التربية قديما تعتمد على التلقين الجاف للمعارف و المعلومات وهى طرق ماخوذة عن التربية اليونانية المسيحية القائمة على العنف الشدة و ممارسة القمع لنها تعتبر الطفل بمثابة الكهل و كانوا يضربون الطفال بالسيط و العصى ليصبحوا جنودا اقوياء و اعتمد الرومان كذلك على التربية القاسية و تدريب الطفال على محاربة الوحوش الضارية لبراز قوتهم و كان العتقاد السائد لديهم ان القوياء وحدهم يسيطرون على العالم فكانوا يدربون الطفال على استخدام السلحة و تحمل المشاق ليكونوا مستعدين للحروب المتوصلة للهيمنة على العالم و يعتقد الرومان و اليونانيون ان النفس تولد شريرة و فاسدة يجب قمعها عبر الرهبنة و الزهد و يعتبرون ان المدرسة هى سجن للطبيعة السيئة من خلل تعويد الطفل على الطاعة و الخضوع لسيادهم و يرون ان الطفل يملك صفات الرجل الكهل فكانوا يعتمدون على حشو الدمغة بكل المعارف الممكنة دون مراعاة ميولهم او قدراتهم الذهنية فالمدرس يهتم بالمادة المراد تبليغها بكاملها دون ان يهتم بتجاوب الطفال او مراعاة شخصيتهم الغضة لنهم يعتبرون ان الطفل يملك استعدادات البالغين و كانت التربية التقليدية تلزم الطفل بالحفظ عن ظهر قلب سواء وافقت هذه المعارف حاجياته و طباعه ام لم توافق فعلى الطفال ان يتعلموا الطاعة العمياء دون ابداء آرائهم لن النقاش او النقد يعتبر تعديا على السلطة. و كانت البرامج تكرس سيطرة طبقة معينة على بقية المجتمع ليبقى العبيد خاضعين لسيادهم ...و كانت الفئة الثرية تعلم ابناءها العلوم النظرية و الفلسفة ليبقوا اسيادا اما العبيد فيتعلمون )الحرف اليدوية لخدمة اسيادهم )*٤ الباب الثانى- التربية عند الفلسفة ١-التربية امانة و مسؤولية ان للمربى العديد من الواجبات التى تحملها النبياء و الرسل قبله و اشفقت عن حملها الرض والسماوات و الجبال لصعوبتها و جسامة المسؤولية و المانة الملقاة على عاتق المربى لنه يصنع العقول و يغير النفس و يعدل السلوك و ينعكس عمله على المجتمع فى اسرع مما كان يعتقد فالتربية تؤثر فى الفرد على الفور لتحدد نوع سلوكه فى المجتمع و كيف سيتعامل مع المحيطين به و اذا ادرك المربى سواء كان ابا او معلما او استاذا او مرشدا هذا المر ...عندها سيكون المجتمع فاضل و سيحقق كل ما يرغب فيه من تقدم و ازدهار اما اذا حدث اقل تقصير فان الكارثة ستحل على المجتمع باسره و العياذ بال لن المهام الموكولة الى المربين جسيمة و لن المجتمعات ل تتقدم و ل تستطيع ان تحافظ
على استقرارها ال بفضل التربية التى يتلقاها افرادها فى المدرسة او البيت او المحيط الجتماعى بكل مؤثراته كالعلم و المؤسسات و الجمعيات و غيرها من هياكل المجتمع المدنى ، ٢- سقراط المربى قال سقراط مخاطبا قومه حول اهمية التربية \" ايها الرجال انتم توجهون كل اهتماماتكم نحو الحصول على الدراهم و لكنكم تعطون تفكيرا قليل لبنائكم الذين ستتركون لهم الدراهم \"و فى هذا السياق طلب احدهم من المعلم \"ارستيبس \" كم يطلب اجرا لتعليم ابنه فاجابه ٠٠٠١ دراخم فقال الب \" استطيع شراء عبد بهذا المبلغ \" فقال له المعلم \" اذن سيصبح لك عبدان ابنك و العبد الذى ستشتريه \" ان التفكير هو خادم العقل المين و كلما اجتهد الطفل فى اللتفكير نمت قدراته العقلية و زينة المرء عقله الذى يعيد للكهل الشباب و يضفى عليه الهيبة و الحكمة و الوقار و يرى المفكر \"ماركوس تلليوس شيشرون ٦٠١-٤٣ ق م و العالم الرومانى \"كونتليان ٥٣-٥٩ م ان الخطابة لها اهمية فى اعداد المواطن القادر على ادارة شؤونه و و ممارسة دوره الساسى فى المجتمع و يروا ضرورة النظر الى الطفل كانسان و ان يكون المعلم صديقا له يعمل معه لن الطفل يميل الى تقليد من يانس به .اما العالم \"بلوتارك \" ٤٦-٠٢١ فيرى فى كتابه الخلقيات ان العناصر الزمة للتعليو الجيد هى –الطبيعة و الفكر و العادة اما الفكر فهو يساعد على التعلم الذاتى لكتساب المعرفة و اما العادة فهى التمرين الدائم و الشاق عى كسب المعارف و اما الطبيعة فهى ما ولد به النسان و ما تعود به من صبر و جلد. و التربية هى كالزراعة يجب حذقها جيدا ثم يجب ان يكون الفلح ماهرا و ان تكون البذور جيدة . و الطبيعة البشرية هى التربة و المعلم هو الفلح المجتهد و التوجيه هو البذور و ل بد من اجتماع هذه الصفات مع بعضها و المربى الناجح هو القادر على تنمية مواهب الطفل وواجب المعلم التغلب على الصعاب بالعمل المتواصل فقطرات الماء تحطم الصخور الصلبة و يبلى الفلذ و البرنز بلمس من اليدى اما الرض فانها مهما كانت وعرة تنتج ثمارا بعد حرثها و قد اثبت ذلك عالم اسبرطة \"ليكرجس \" عندما اخذ كلبين من بطن واحدة و رباهما بطريقتين مختلفتين ووضع امامهما صحنا من الطعام و ارنبا برية ثم . اطلق سبيل الكلبين فجرى الول نحو الرنب بينما اكل الثانى الصحن و ادرك كل من راى الكلبين ان الول اصبح كلب صيد بينما اصبح الثانى كلبا شرها مما يثبت ان التربية تعلم الفرد السلوك الذى سيتبعه الفرد فى الحياة بما اكتسبه من معارف و مهارات لتتحول تلك .المكتسبات الى قدرات ذهنية و ووجدانية و سلوكية هامة ٣-التربية عند افلطون- ورد فى كتاب \" الجمهورية \" لفلطون ٨٢٤-٨٤٣ ق م فى باب السياسا ت حول التربية و مبادئها العامة ان العقل يفرض ان ينفى المعلم عن سمع الطفال و بصرهم كل حديث او مشهد يخل بالخلق و الحياء و الحشمة و اللياقة و من الواجب ان يقصى الكلم السفيه عن الدولة كاقصائها اى شر من الشرور الخرى لن سهولة النطق بالقباحة تجعل اقترافها امرا دنيئا ل يليق بالحرار و اذا شوهد احد يقول او يفعل امرا محظورا فليعاقب و ل يحظى بالجلوس الى الموائد العامة و ل بد من سن الشرائع ليكون التعليم عموميا و يرى ان الغاية من التربية هى التخلى عن العمال الدنيئة و التحلى
بالمناقب الحميدة و ل بد من تعليم الطفل باخلق بيئتهم قبل تثقيفهم بالمبادىء النظرية ووجوب الهتمام بالجسد قبل الهتمام بالمدارك الذهنية لن الرياضة تدرب على ممارسة شغل يهذب النفس كما . ان الموسيقى تروح عن النفس و تثير الشجن و العمل بالقيم ٤-التربية على الفضيلة عند ارسطو يرى ارسطو ان الفضيلة تنقسم الى قسمين و هما الفضيلة العقلية و تكتسب بالمعرفة و الفضيلة الخلقية و تكتسب بالممارسة و العادة و مغالبة النفس و يرى ان الفضائل العقلية هى العلم و يعتبر ان التربية هى وسيلة لتثبيت النظام السائد و ان السعادة ل تتحقق ال بفاعلية النفس و ان كل الفضائل تكتسب بالتربية اما الفضائل الخلقية فهى الدب و الحلم و العتدال لذلك فان النسان فى حاجة الى المعلم و المربى لبناء السلوك على الفضائل فى سن مبكرة و ترسيخ الفضائل فى العقل و الوجدان .ان النسان السوى هو الذى يربى النفس على ترك الرذائل بوصفها اعمال قبيحة تتنافى مع الطبيعة البشرية السوية ان التربية تدفع الفرد الى ترك الفعال الخاطئة و السيئة كالفجور او السرقة او الزنا او القتل او الخداع وهى افعال ترفضها كل الديانات و القوانين و كل المجتمعات المتمسكة بالقيم بل ان الفاجر نفسه يعترف بانه سلوك سىء و لكنه يعترف بضعفه و عجزه عن مغالبة النفس لنه اصبح عبدا لشهواته البهيمية و اصبح ارذل من الحيوان ان العمل الخير ممدوح و مرغوب و يتلءم مع الطبيعة النسانية السوية لذلك تكون التربية ناجعة لنها تتلءم مع العقل و الوجدان عندما تدعو الفرد الى اتباع الخلق الفاضلة و التخلى عن اللذة العاجلة من اجل اللذة الدائمة وهى وغالبة النفس و المن من الوقوع فى حبال الرذائل وهو خطر يجب اتقاؤه قبل الوقوع فيه لنه يحول الفرد الى حيوان بل ارادة و ل قدرة على العودة الى الطبيعة الخيرة ال بمساعدة المربى ان التربية على الفضيلة تتطلب العلم بمواطنها و السعى اليها لمنع النفس من الوقوع فى الزلل او اللذة العاجلة والتى تبدو سهلة المنال عكس اللذة الدائمة وهى صعبة المنال لنها تتطلب مغالبة النفس الميالة الى السهلفى كل شىء .ان الفضائل المرغوبة هى الفعال التى تحقق السعادة الكبرى وهى الرضا عن النفس بينما الرذائل تجعل الفرد غير راض عن نفسه لنه حبيس لشهواته و ل يمكن اصلح النفس ال بالتربية الطويلة و ان ندرك انه ليس كل ما ترغب فيه النفس هو حسن بل ان نوجهها الى ما يحقق الشعور بالسعادة لن النفس مها انحرفت فانها تميل الى الفضائل اكثر و كما قال الرسول محمد )ص( \"افت نفسك ولو افتاك الناس و افتوك \"فالنسان السوى عندما يسال نفسه عن العمال الفاضلة الواجب )اتباعها و العمال الخاطئة الواجب اجتنابها فانه سيجد العون و التوجيه المناسب )*٥ الباب الثالث – واجبات المربى
١-التربية هى المساعدة على النمو ان التربية هى التنشئة و تنمية قدرات الطفل العقلية و النفسية و البدنية و السلوكية... وهى المساعدة على النمو المتواصل فهى ليست الحماية لن الحماية تمثل سياجا يحيط بالطفل و يمنعه من الحركة او التطور.ان وجود الطفل تحت الحماية الدائمة يجعله غير قادر على على التواصل مع المحيط و تعوزه القدرة على العتماد على ذاته لنه محاط بضعفه ان فرخ الدجاج يستطيع بعد عدة ساعات من تفريخه ان يلتقط قطع الطعام بدقة بعد تجارب قليلة و بعد حصول التوافق التام بين حركات عينيه و حركات جسمه و راسه اما الطفل فهو فى حاجة الى ٦ اشهر لكى يستطيع مد يده الى الطعام و ل يمكن ان يتعلم الطفل اى شىء ال بتوفر الرغبة فى التعلم ليستطيع تنمية قدراته باستمرار لن التربية انما هى مساعدة على النمو لن الطفل ينمى ذاته بالتفاعل مع المحيطين به ان المتتبع لحالت النقطاع المبكر عن التعليم يدرك ان العديد من الطفال لم يجدوا من ينمى لديهم الرغبة فى التعلم مما يدفعهم الى ممارسة اعمال بالممارسة بينما التعليم فى كل مراحله يجب ان يعتمد على الممارسة و التجربة حتى يكتسب الطفل المهارات التى تمكنه من مواصلة التعلم الذاتى و بالتالى )تنمية هذه المهارات )*٦ ٢- حاجة الطفل الى الشعور بالمن ان الطفل كائن ضعيف و هش وهو فى امس الحاجة الى المساعدة لتنمية قدراته الذهنية النفسية و البدنية لنه غير قادر على ادراك ابراز مواهبه و العتماد على نفسه ال بمساعدة من المحيطين به وهو غير قادر على حل المشاكل التى تعترضه ال اذا تعلم كيف يجد الحلول من المختصين و الخبراء لذلك يحتاج النسان الى التربية و التعلم قبل ان يصبح قادرا على العتماد على نفسه اكثر من الحيوانات التى سرعان ما تستقل عن امهاتها لتكتسب قوتها بمفردها و يرى \"جون ديوى \" ان التعليم الجيد هو الذى يمنح للمتعلم القدرة على كسب المهارات بالعتماد على الذات كالمهارة فى التفكير لحل مشكلة معقدة مما يمكنه من اكتساب الثقة فى النفس و القدرة على مواجهة مشاكل الحياة الكثر تعقيدا .ان التعليم الجيد ايضا هو الذى الطفل على الجتهاد التلقائى لنه يمكن الطفل من ترويض نفسه على ممارسة النشطة المتنوعة لتحقيق هدف محدد فيدرك ان الحياة تتطلب وضع اهداف يجب العمل بكل جهد لتحقيقها وواجب المدرس عدم ارغام الطفل على فعل ما ل يرغب فيه او تهديده بالعقاب الشديد لنه سرعان ما يقوم بالعمل ليس عن رغبة و اقتناع بل خوفا مما يجعله ل يقبل ما توصل اليه من نتائج لنها لم تكن وليدة رغبته لذا ل بد من اقناع الطفل بواجباته المدرسية و حثه على التعاون مع اقرانه ليقبل على العمل و الجتهاد و ل يحس بالضغط او القلق و يولد لديه الرغبة فى المعرفة و يرى الباحث \"وارنر\" فى كتابه الطفال و كيفية دراستهم ضرورة ايلء اهمية كبرى لل عتبارات النفسية و الجتماعية للطفل لنه فى حالة نمو عقلى و ذهنى و بدنى سريع و ل بد ان نعطيه الولوية
المطلقة فى التعبير عن مشاغله و مراعاة ميولته و حاجاته الساسية كالمبادرة و التجديد ة اشعاره بالمن و الثقة فى نفسه حتى ل يتحول اهتمامه من الهتمام بالدرس الى الخوف من العقاب ان حاجة الطفل الى الحساس بالمن اثناء التعلم ضرورية و ل تتحقق بسهولة لن الطفل ل يحس بالمن ال اذا بادله المعلم و المربى عموما العطف و الحنان ليشعر بالطمانبنة ثم يمارس عملية التعلم بكل تلقائية و حماس و يطلق العنان لحرية التعبير المبادرة و كلما شعر الطفل بالمان اكتسب الثقة فى النفس مما يدفعه الى العملبكل قوة فيطور سلوكه و ينمى قدراته و لن يكتفى بالمراتب الدنيا بل سيعمل )على بلوغ المراتب العليا )*٧ --اهم وسائل التعلم ٣ ان افضل الوسائل التعليمية التى تساعد على تثبيت الدروس فى الذهان هى التى الكثر سهولة و تبسيطا كالصور او القصص او الوضعيات المستمة من الواقع او الختبارات العلمية المدواضحة و التى ل تحتاج الى مزيد من التوضيح و ان تكون مشوقة و تساعد الطفل على التذكر و التفكير و تكون مرتبطة بالمحتوى المعرفى و ان ل تثير الشك او توحى بافكار خاطئة انها الوسائل التى تساعد على تبين الغامض من المشكلت و تعطى حياة للمعلومات و تصبح ذات قيمة و مفيدة للطفل فى حياته العامة و تعوده على الملحظة الدقيقة و التامل و تثير فيه الرغبة الى التوسع فى معارفه و تكون حافزا على المشاركة و التفاعل مع المحيطين به و تكسبه القدرة على النقد و ممارسة حرية التعبير و تعلم الصبر و توضح الغامض ومن الفضل ان يعد المتعلم الوسائل التعليمية بنفسه كالصور او القصص او اجراء التجارب او طرح السئلة المتعلقة بمحور محدد قبل النطلق فيه .ان الوسائل البيداغوجية هى تجسيم لهدف يعمل المربى على بلوغه و تحقيقه بالتعاون مع المتعلمين لذلك يجب ان تخضع هذه الوسائل الى المناهج المعتمدة فى التعليم وهى حث الطفل على التعلم الذاتى و الممارسة الفعلية لكل ما يتعلمه و ان يختبر معارفه بنفسه ليتاكد من صحتها و جدواها ٤-التعلم بالتجربة و الممارسة ان المناهج التعليمية الكثر حداثة و تطورا هى التى تعتمد على المبادرة و التعلم الذاتى فالطفل الذى لمس النار بيده قد اكتسب خبرة مباشرة و ادرك ان النار تحرقه اذا لمسها و اصبح لديه اثر ثابت ومن هذا المنطلق على المربى ان يعلم الطفل اعتمادا على ممارسته الذاتية حتى تتولد لديه المواقف و يحس بالمشكلة المطروحة عليه و يتبناها ثم يعمل على حلها و كانها مشكلته الشخصية و ل يمكن ان يقبل المتعلم على تبنى الوضعيات المقترحة عليه فى الدروس ال اذا تم تحديد الهدف المرد تحقيقه و ان يكون هذا الهدف مرتبطا ارتباطا وثيقا بمشاغله الذاتية و ان يتمكن من ممارسة نشاط يعطيه الحرية فى البحث عن الحلول الممكنة
ان الهدف الواجب تحديده لكل نشاط تعليمى يتطلب تحديد المراحل و الخطوات الواجب اتباعها و ل بد من توفير الدافع وهو ان تكون الشكالية ذات علقة بما اكتسبه من معارف سابقة و ان يمكنه من تنظيم مل حظاته و استنتاجاته ضمن محاور متعددة ان التعليم بالتجربة هو اثبات لشياء او نفى لها بطرح مشكلة و الشعور بها ووضع خطة لحلها و اعداد الوسائل و السندات الزمة لها ثم التخلى عن الخوف و التردد فى تحقيق الهدف المطلوب و لعل اهم الوضعيات التى تستفز عقل المتعلم و وجدانه هو استثمار الخطا الذى وقع فيه بعض المتعلمين السابقين و تمكين الطفال من اكتساب عادات حسنة وهى انهم قادرون على اصلح اخطاء بعضهم و تقدير كل المواد مهما كانت محتوياتها كالشعر او الحساب و يبقى دور المربى هاما فى توظيف الخيال الواسع )عند الطفال لتنمية مهاراتهم العقلية و النفسية و اثراء المعارف عموما)*٨ الباب الرابع- تحديد الهدف اهميته و مراحل انجازه ١ - اثارة الرغبة عبر تحديد الهدف ان افضل طرق التدريس عند الباحث \" النقليزى هربرت سبنسر \" الواردة فى كتابه \" Education التربية هى اثارة الرغبة لدى الطفال و توجيه نشاطهم نحو تحقيق هدف او غرض واضح و محدد بدقة و ليتم ذلك ل بد من ١-التدرج من المعلوم الى المجهول و ربط القديم بالجديد لتثبيت الحقائق و اثارة المكتسبات لديهم ٢-ثم التدرج من السهل الى الصعب و السهل هو ما يرتبط بحياة المتعلم و القريب الى واقعه و ما تدركه حواسهم ٣-و التدرج من البسيط الى المركب لن العقل يدرك الشياء ككل ثم يحاول ادراك التفاصيل و النطلق من الكل ايسر من الجزئيات ٤– و النطلق من المبهم الى الواضح و المحدد لن العقل عند الطفل ينمو بالتدريج و المعلومات تنشا بالتجارب و تنمو باعمال العقل و القديم يكون وسيلة لبناء الجديد ٥-النطلق من المحسوس الى المعقول وهى التجارب الحسية و المثلة و التجارب العملية ٦– و التدرج من الجزئيات الى الكليات وهو تدرج منطقى فى مجال العلوم ٧– و النتقال التدريجى من العملى الى النظرى عبر الملحظة و التجارب و الحقائق لحمل المتعلم على فهم الواقع و بناء الستنتاجات بنفسه ان المدرسة ل تفتقر الى طرق التبليغ فهى تعتمد على القصص و الوصف و القياس انطلقا من قاعدة عامة لستنتاج امثلة حية و المقارنة او الستنباط بالنتقال من الجزئيات الى القواعد العامة اما القياس فيعتمد فيه على العقل للنتقال من العام الى الخاص بينما الستقراء هو تقديم المثلة للبحث عن الحقائق و القواعد العامة و اما التنقيب فهو دعوة المتعلمين الى اكتشاف المعلوماتفى وقت محدد و ايجاد الحلول المناسبة بالعتماد على سندات ووسائل مقدمة اما الجمع فهو توظيف القياس و الستقراء معا و اما الحوار فهو من الطرق المحبذة للطفال لما تغرسه فيهم من حب التواصل و التفاعل المباشر مع الخرين وهو دعوة الى اثارة الحيرة و الشك من اجل بلوغ اليقين
٢- اقدم طرق التربية- ان اول نظرية تربوية ظهرت فى التاريخ هى نظرية افلطون فى كتابه \"الجمهورية\" و قد اتخذالطبقة المثالية وحدة اجتماعية و هدفا لكل افكاره و اعتبرهم القدر على تاسيس المدينة الفاضلة و لكن نظريته تفتقر الى الجانب التطبيقى بينما يعتبر المفكر \"جون جاك روسو \"فى كتابه \"اميل \"ان الفرد هو اساس تقدم النسانية ووضع اسسا نظرية مثالية غير واقعية حيث لم يضع طرق تطبيق نظريته لنه ارجع كل شىء الى الطبيعة البشرية الخيرة .وقد ظهرت نظريات اخرى فى اوربا ركزت على البعد القومى للتربية مثل المانيا مما اخضع المؤسسات لخدمة الدولة و ليس المجتمع ان الهدف من التربية هو النسان فالطبيعة لم تزود النسان بالخير فقط بل زودته بالشر ايضا و النسان يجمع بين عدة متناقضات وهى الغرائز و الشهوات التى يمكن توظيفها فى الخير كما يمكن ان توظف فى الشر. و النسان غير قادر بمفرده على التحكم فى رغباته ال اذا تلقى تربية على القيم الفاضلة ليتمكن من التحكم فى شهواته و يوظفها لصالح الخير و لخدمة النسانية ان التربية تزود الفرد بالبذور و عليه ان يزرعها فى التربة الصالحة لتنتج ثمارا حسنة و اذا زرع بذورا فاسدة فانه سيجنى الرذائل و النحطاط و النحراف. و لكن التربية الجيدة ل تثمر ال قيما فاضلة و اعمال )صالحة تفيد الفرد و النسانية بكاملها )*٩ ٣- تراكم المعرفة ينمى المهارات تهدف المناهج التعليمية الحديثة الى اكساب المتعلم قواعد السلوك الجيد المتمثل فى حب العمل و الجتهاد و انجاز التجارب لبناء المواقف و اكتساب المعارف انطلقا من هدف محدد مما يجعل الطفل يسعى الى تحقيق الهدف من الدرس وهو حل الشكالية المطروحة و اعادة ترتيب العناصر و بناء الستنتاجات لكتساب مهارات جديدة ان تراكم المعارف و التجارب لدى المتعلم عبر تعدد النشطة يولد لدى الطفل القدرة على التعامل مع الوضعيات المشابهة فى الواقع و حل الشكاليات مهما كانت معقدة بالعتماد على مكتسباته المعرفية دون ان يحتاج الى مساعدة خارجية لن تراكم المعرفة و التجارب يكسب الطفل القدرة على تصور الحلول و ..اعداد التخطيط الجيد لكل اشكالية تطرح عليه مهما كانت تفرعاتها ٤- الهداف تمثل حافزا على العمل ان تحديد الهدف الساسى من الدرس يجعل المربى يعمل وهو يدرك مذا يريد ؟ و ل يسير كاللة بل هدف محدد فالفلح يضع الهدف ان يبدا فى الزراعة و من الخطا ان يزرع دون ان يكرث الى الظروف المناخية و نوعية التربة ...و نفس الشىء بالنسبة للمعلم فى القسم ل بد من اعداد خطط العمل و تحديد الهدف الذى ينمو و يتغير وفق طرق التعامل مع المتعلمين فالفلح يستغل الحيوانات لنجاز اعماله الفلحية و يجد فى الهدف حافزا على العمل و المثابرة و الصبر و تحمل الظروف المناخية الصعبة .فالنحل يعمل من اجل انتاج العسل فيبدا بجمع الرحيق ثم يصنع الشمع و يبنى الخليا و بعد بنائها تضع الملكة البيض فيها و بعد وضع البيض يختمه النحل و يحتضنه و يحتفظ بدرجة حرارة مناسبة لفقسه و بعد فقسه يشرع النحل فى اطعام الصغار حتى تتمكن من .الستقلل بنفسها و العمل على انتاج العسل مع المجموعة
ان تحديد الهدف يذلل العقبات و على المربى ان يعتمد على وسائل محددة لبلوغ الهدف مع مراعاة النمو التدريجى للقدرات الذهنية للمتعلم و مراعاة الفوارق بين المتعلمين و التعاون بينهم ومن الخطا تقييد المعلم باهداف تفرض عليه فرضا لنه يحتاج الى اعمال عقله و العمل فى جو من الديمقراطية و الطمئنان ليختار ايسر الهداف .فالصعود الى قمة جبل واحد يكفى لرؤية ما يوجد فى السفل دون )الحاجة الى صعود كل قمم الجبال )*٠١ الباب الخامس- شروط التدريس الناجح ١-القدرة على جلب النتباه- النتباه هو نوع من النزوع و الرغبة وهو نشاط استعدادى نابع من العقل فما يثير النتباه هو ما يكون فيه خوف او دهشة و ما يثير النتباه اكثر من غيره هى كل ما يثير الغرائز .و النتباه الرادى هو نتيجة للعمل الرادى و يحتاج الى اعمل متكررة لضمان استمراريته ليصبح سلوكا راسخا فى العقل و الوجدان و بناء النتباه الرادى يتطلب توظيف عواطف الطفال فى حب المعرفة و الطلع و الرغبة فى حل المشكلت و الحرص على التفوق ان دور المدرس هو اختيار المعارف و تقسيم المحتوى المعرفى الى عدة عناصر للتاكد من استيعاب الطفل لكل عنصر قبل النتقال الى العنصر الموالى عبر التقييم او الستنتاج العام و ل بد من تخصيص الزمن المناسب لكل عمل و التاكد من صحة المعلومات وارتباطها الوثيق بالواقع و باهتمامات الطفال و من اهم الوسائل المساعدة على جلب النتباه هو تمكين الطفل من العمل بحرية و الشعور بالمشكلة المقترحة و التعاون مع الطفال الىخرين لختيار افضل الحلول و قد قال العلمة \"ابن خلدون \" فى كتابه \"المقدمة \" ان الحوار هو افضل طريقة فى تنمية القوى العقلية للمتعلم – و من اهم الطرق المساعدة على التواصل بين المتعلمين هو التعاون على حل المشكلت و البحث عن الحلول و عدم توصل التلميذ الى نتائج جيدة ل يدل على غبائه وانما الى عدم تشجيعه و حفزه على التفكير الصحيح لذلك من الفضل ل بد من خلق الدافع لدى الطفل ليقبل على العمل باقتراح وضعيات سهلة و تحملهم على اعمال العقل و اتعود الطفل على النشاط يعدل سلوكه ليدرك ان .العمل هو السبيل الفضل لتحقيق الهداف المراد تحقيقها ٢-توظيف المعارف للتفاعل مع المحيط- ان اعداد الطفل ليتلءم مع محيطه هى اهم و ابرز مهام المدرسة لن الطفل هو ابن بيئته و ل بد من توفر جو من الفرح و التعاون بين الطفال و المعلم فالحساب يعلم الطفل الدقة و المانة و قد اكد الباحث المريكى \"جون ديوى \"ان الطفال الجانحين اذا وضعوا فى الغابات اهتموا بالعمال النتاجية
و تولوا ادارة شؤونهم بانفسهم و محاسبة المقصرين منهم و لم يعودوا يفكرون فى الجريمة لن المحيط علمهم النضباط ان التجارب التى يكتسبهل الطفل من المحيط تنمى قدراته و مواهبه الفطرية و تعل سلوكه و تبعده عن المساوىء كما قال عمر بن الخطاب \" ان اليد اذا لم تجد عمل تمارسه فانها ستتجه الى السرقة \" و قس على ذلك بقية اعضاء الجسم فن انشغال الفرد بالعمال المفيدة لمجتمعه يغنيه عن النحراف او . الميل الى الرذائل ان التربية الجيدة تدفع الفرد الى العمل و المبادرة و تبنى المواقف الحسنة و التفاعل مع المحيط و ل بد للمربى من ان يقوم بتعديل المواقف الخاطئة فالم مثل مطالبة بتنظيم اوقات اكل و نوم ابنها و اذا اهملت اكساب طفلها الخبرات و العادات الحسنة و صارت تطعم ابنها كلما صرخ و تحمله كلما بكى فانها تعلمه الفوضى و النانية فيحول حياتها الى جحيم وقس على ذلك التعامل مع المتعلمين فل بد من اكسابهم السلوك المتوازن و طلب الذن قبل التكلم و ال فانهم يميلون الى الفوضى فى الكلم و التهاون .فى العمل ان تنظيم المواقف و السلوك لدى الطفل هو من اوكد الواجبات المحمولة على المربى ليتلءم مع محيطه بالعتماد على الحوار دون ضغط او اكراه بل بالقناع و الحجة فالمربى يعلم الطفل بالعمل و التجربة و التفكير و الستنتاج الذاتى و الستناد على المثلة و الوقائع ليقبل الطفل على التفاعل مع المربى و بالتالى يندفع بكل حواسه نحو التعود بالعادات الحسنة التى تنعكس ايجابا على عقله ووجدانهو تتحول الى سلوك راسخ فيه...ان المربى هو الذى يجعل المتعلم قادرا على التواصل مع محيطه الجتماعى من .خلل اكتساب القيم و المواقف الحسنة و التى تتلءم مع طبيعة المجتمع و حاجياته الساسية ٣- التربية هى اكتساب الخبرة يرى الباحث فى التربية \"جون د يوى \" ٧٥٨١-٢٥٩١ فى كتابه \"الختبار و التربية \" الصادر فى ٨٣٩١ ان العالم يعرف تغييرا متسارعا وذا نتائج غير ثابتة فالبذرة الواحدة قد تاتى بنوع جديد من الشجار و النسان هو المتحكم فى التطور بذكائه العملى و التربية هى سلسلة اختبارات وتجارب. فالطفل اذا لمس النار و اختبرها احرقت يده فادرك كنهها و ابتعد عنها… ان اختبار الطفل للنار ل ينتهى عند هذا الحد بل ينمو و يتجدد مع نمو معارفه و قدراته الذهنية و المعرفية فيتعلم كيف يوقد النار و كيف يستفيد منها فى حياته ليوظفها بعد ذلك فى الصناعة او التدفئة او الطبخ …ان مساهمة الطفل فى اختبار الساليب ووسائل التعلم امر لزم ليدرك المتعلم ان له دورا فاعل فى الدرس و بالتالى فى المجتمع ان اوكد واجبات المعلم هى مساعدة الطفال على التعلم الذاتى و اعطاء المثال و القدوة الحسنة و اثارة الرغبة فى التعلم و المثابرة و قد اكد العلماء ان التربية الناجعة هى القائمة على الحترام و المحبة كالشجرة التى تحتاج الى الماء لتنمو من الداخل …ويرى العالم -هربرت- ان التربية هى عملية تكوين للعقل بالقيام باختبارات متواصلة فالعقل ل ينمو من الداخل و انما من الخارج عبر الحتكاك بالخرين و التعلم منهم …ويكون دور المعلم اكثر اهمية لنه اقرب الى الطفل من ابويه خصوصا اذا كان الوالدان يعملن فيربى الطفل على حب المعرفة و الولع بها من خلل ما يقوم به المعلم من اختبارات و تجارب فى القسم فتنمو العاطفة و الرغبة فى التعلم بالتوازى مع نمو القدرات العقلية و المعرفية … ان المعلم ل ياخذ مكان البوين و انما يكمل النقص من خلل التربية الجيدة والمثال الحسن و يكتسب الطفل القدرة على مواجهة الصعاب و الجابة عن السؤال -كيف نعيش ؟ ليتعلم الطفل كيف ينمى عقله ووجدانه كما تعلم تنمية جسده… ان الدور الساسى للمدرسة هو تعليم الطفال القدرة على الندماج فى الحياة لنهم
فى حاجة الى من يساعدهم و يوجههم ليتفاعلوا مع العالم الخارجى وكل اعلء لمكانة الفرد هى اعلء لمكانة المجتمع .. ان التربية الجيدة هى اعلء للقيم الخلقية ونبذ الدوافع الدنياو للنفعالت كالغضب او التعدى على الغير او تلبية الشهوات الحيوانية كالتطاول على حرمة القسم بالفراط فى اللعب او الضحك دون موجب …ان العمال الحميدة اذا لم تكن محكومة بالعقل فانها تولد ازمات و كوارث…ان دور المدرسة هو ترسيخ القيم الخلقية كالتضحية من اجل الغير لن هذا العمل مفيد للمجتمع و للتربية وجهان مترابطان الجانب النفسى المرتبط بالذات و الرادة و الجانب الجتماعى المرتبط بالمحيط الخارجى …و التربية بوجهيها المتلزمين تنمى الذات و تقوى الرادة للندماج فى المحيط الجتماعى و القتصادى …ان اوكد واجبات الجماعة هو اعداد الفرد المتشبع بالقيم ليعمل على افادة مجتمعه بافكاره و اعماله و ابداعه و انشطته و ل يتوانى لحظة فى تسخير كل قدراته واوقاته لخدمة الخرين… -٤- تقنية حل المشكلت - قال ابن خلدون فى مقدمته ”الحوار هو افضل طريقة فى تنمية القوى العقلية للمتعلم ”ولعل من افضل الطرق المعتمدة و المتماشية مع هذا الهدف هى تقنية حل المشكلت من خلل تحليل الوضعيات ليشترك المتعلمون فى العمل مع الخرين …و فشل التلميذ فى الوصول الى نتائج ل يعود الى غبائه و انما الى عدم تشجيعه على التفكير الصحيح لذلك من الفضل ان تتدرج الوضعيات من السهل الى المعقد و لهذا ل بد من تحديد الغرض من المشكلة لحمل الطفال على اعمال العقل و الجتهاد لبلوغ الغرض المحدد. و يرى الدكتور محمد الفاضل الجمالى فى كتابه ”تربية النسان الجديد ”1891 ضرورة الستئناس بنظرية جون ديوى -الذى يرى ضرورة استمرار الختبارات و النشطة لنها تساهم فى تعديل السلوك لن الشخصية الموحدة و المتوازنة هى نتاج الختبارات الجيدة للتفاعل مع المحيط لنه ليس كل ما فى المحيط يتناسب مع الطفال بل يجب تنظيم و بناء المواقف ليتحكم الطفل فى المحيط و يضمن القدرة على توظيفه لصالحه و الفضل ان يكون الحوار و النقاش و القناع بالحجة من الوسائل المعتمدة فى التواصل مع المتعلم دون اكراه او ضغط بل من حق المتعلم ان يجرب و يفكر و يستنتج ليتعود على مواجهة المشاكل دون خوف او تردد و ان يكون قادرا على اصلح اخطائه بمفرده و يحس بالسرور عند الوصول الى حل المشكل المطروح عليه فيحصل التفاعل بين العقل و العاطفة عند انجاز النشاط او المهام المكلف بها ويرى جون ديوى فى كتابه ”الختبار و التربية “ 8391ان العالم يعرف تغيرات متسارعة و نتائج متغيرة فالبذرة قد تاتى بنوع جديد من الشجار… و التربية تجعل النسان يرتقى من الحياة البدائية الى الحياة المدنية و بفضل التربية ينمى النسان من ذكائه العملى و يقلل من مواطن الضعف لديه بما اكتسبه من المعارف التى تتحول الى تجارب بعد الخروج من المدرسة و الندماج فى المجتمع… ليكيف ما اكتسبه من معارف و مهارات فى الواقع و يسعى لتلبية حاجياته الساسية و الرتقاء بمحيطه وواقعه … فالتربية تعد الفرد للندماج فى المجتمع بما تقدمه له من اختبارات و تجارب لن المعرفة المجردة لن تفيد الطفل ال اذا تم اختبارها و التاكد من نجاعتها و ارتباطها بالواقع وتلبيتها لحاجياته الساسية كالعمل و البداع فى مجال مختصين بل يجب التعامل مع المحيط لتطويره نحو الفضل….فل يقتصر دور المدرسة على اعداد مبتكرين فى شتى المجالت قادرين على قيادة المجتمع و حل مشاكله بما اكتسبوه من مهارات وقدرات . ٥-النصات من شروط التعليم الجيد
[*:72a6]يرى ديزيدرس ارازمس 6641-6351 المولود بهولندا ان اهم وظائف التربية هو ان يتلقى الفكر الشاب بذور التقوى و من ثم حب الدراسة الحرة و تعلمها بشكل عميق و الثالث التهيؤ لواجبات الحياة و الرابع التعود منذ الطفولة الولى على قواعد السلوك الحسن و يرى كذلك ان الدور الول للتربية هو ملءمة طبيعة الطفل و تدريبه و تعويده على الداب الحسنة و الدور الثانى هو واجب البوين والدولة تربية الطفل لضمان تقدم المجتمع… وهو يعتبر التعليم فنا حيث قال اذا كنت محبا للعلم فستتعلم كثيرا لن الفن يتطلب صبرا و مثابرة و من يتعلم الكلمات دون فهم فسينساها حال و الشخص الذى ل ينتبه الى المعلم لمدة طويلة ل يستطيع التركيز مثله مثل الماء او الزئبق ل يمكن ان تختم عليه شيئا لنه فى حالة سيلن بينما الرصاص اذا ختمته فسيبقى الى البد لذا يجب ان يتعلم الطفل النصات و الستماع ليتعلم… فالمولود الجديد يتعلم من النصات لبويه دون ان ينطق بكلمة و لذا على الطفال ان يدركوا ان التعلم الجيد يكون عبر النصات الجيد لتثبت الفكار المفيدة فى اذهانهم اما ميشال دى مونتينى 3351-9251 م فيرى ان التربية الجيدة تكون بحث الطفال على النشاط العفوى و الذاتى و السعى للمعرفة بدل من الحصول على المعرفة جاهزة واعتبر ان اصعب فروع المعرفة النسانية هو الذى يعالج تربية الطفال و تعليمهم فالزراعة عملية بسيطة ولكن حالما يبرز الزرع و يولد الطفل تتحول الى مسؤولية كبرى فى العناية المصحوبة بالمخاوف و الصعوبات فى التربية الحسنة لن كل كل ما يقدم الى الطفل سينعكس على حياته و مجتمعه عاجل فان كانت التربية جيدة كان المجتمع متطورا و اذا لم تكن التربية جيدة فان المجتمع سيكون المتضرر ال